كان صباحا باردا غائما من ديسمبر عندما كنت أنا وأمي نشاهد الأخبار ورأينا مشاهدًا لأسماك وطيور وسلاحف تختنق بالبلاستيك الملقى بالبحر، كان أحدها فيديو مؤثر جدًا لسلحفاة بحرية اخترق أنفها شلمونة بلاستيكية ومن ثم قام متطوعون بإنقاذها وإخراج الشلمونة ببطئ ليكتشفوا أنها في الواقع طويلة جدًا ومتغلغلة في داخلها ومن المحتمل أنها قد أوقعت الضرر ببعض أعضائها الداخلية.
نهدف في مدونة غرين يوث أن نجعلك أكثر حكمة في اختيار واستهلاك منتجات العناية بالبشرة لذلك وجب التنبيه إلى أن قطاع التجميل يساهم بجزء من تلك المشكلة، حيث تعد منتجات التجميل والعناية بالبشرة مسؤولة عن أكثر من 120 مليار قطعة نفايات سنويًا. عند شرائك بعض المنتجات، تحصلي عليها في وعاء بلاستيكي مغلف بكرتون وموضوع في كيس بلاستيكي. جميع ذلك يذهب إلى سلة النفايات ومن ثم إلى الغابات أو الأنهار والبحار. إضافة إلى ذلك، تضر بعض المكونات الكيميائية الموجودة في المنتجات بالبيئة فتقتل الشعاب المرجانية وتسمم الحيوانات.
إذا ما الذي تستطيعين فعله ازاء هذا الأمر؟
أولًا حاولي التقليل من مخلفات الاستهلاك.
عند شرائك لشيء ما المرة القادمة قولي لهم أنك لا تحتاجي إلى كيس أو على الأقل اطلبي كيس ورقي أو أحضري كيسك معك وحاولي شراء منتجات لا تحتوي على عدة طبقات من التغليف المبالغ فيه. ثم أخيرا وبعد شرائك للمنتج والانتهاء منه، قومي بإعادة تدوير العبوات. نوفر لك في غرين يوث هذا الخيار، حيث يمكنك الاحتفاظ بالعبوات الفارغة وإعادتها عند شرائك في المرة القادمة. وكمكافئة على حسك البيئي المسؤول ستحصلي على خصم 5% على الطلب القادم في حال كانت فاتورتك أكثر من 10 دنانير.
ثانيًا حاولي شراء منتجات طبيعية أو آمنة.
حاولي قراءة المكونات، حيث تتسبب بعضها بنفوق الحيوانات والشعاب المرجانية وغيرها. من المعلوم أنه ليست كل المواد الكيميائية ضارة بالبيئة ويمكنك الاستزادة في هذا الجانب. ولكن إن لم تريدي القراءة عن كل المكونات واحدًا واحدًا فيمكنك الاتجاه نحو المكونات الطبيعية.
نحن نعيش على هذا الكوكب ونتغذى ونمارس مختلف أنشطتنا في بيئته فنجاتنا مرتبطة بنجاته. لقد استضافتنا الأرض خير استضافة ولكننا أهلكناها وأهملناها وها قد بدأنا نرى آثار ذلك علينا فلقد وصلت قطع البلاستيك الصغيرة جدًا اليوم إلى موائد طعامنا داخل مختلف أنواع الأطعمة وإلى المياه العذبة التي نشربها ولا زلنا لا نعلم مقدار خطر ذلك على صحة الإنسان. وإن استمررنا في اهمالنا فسنزعزع التوازن البيئي مما يعود علينا بمشاكل شح الغذاء والتلوث وغيرها.
إن الإهتمام بالبيئة والتقليل من البلاستيك ليس لمن يحب الحيوانات فقط وإنما لكل من يريد أن يحيا بصحة ورخاء ويريد أن يتأكد من أن أحفاده سيجدون كوكبًا يعيشون عليه. لذا، وكخطوة صغيرة، لنقم جميعًا بإعادة تدوير
البلاستيك.